الجمعة، نوفمبر 13، 2009

الإمام أحمد بن حنبل

الإمام أحمد بن حنبل:
هو أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن اسد الشيبانى
ولد ببغداد سنة 164 هـ و نشأ بها و توفى بها سنة 241 هـ.
مات والده و هو صغير فتعهدته أمه و وجهته إلى دراسة العلوم الدينية فحفظ القرآن و تعلم اللغة و فى الخامسة عشرة من عمرة بدأ دراسة الحديث و حفظه
و فى العشرين من عمره بدأ فى رحلات طلب العلم فذهب إلى الكوفة و مكة و المدينة و الشام و اليمن ثم رجع إلى بغداد
شيوخه :
كان من أكبر تلاميذ الإمام الشافعى ببغداد . كما تعلم أحمد على يد كثير من علماء العراق منهم (إبراهيم بن سعيد ) و ( سفيان بن عيينة) و (يحيى بن سعيد) و (أبو داود الطيالسى)
و بعد ذلك أصبح مجتهدا صاحب مذهب مستقل
و برز على أقرانه فى حفظ السنة حتى أصبح إمام المحدثين فى عصره و يشهد له فى ذلك كتابه "المسند" الذى حوى أربعين ألف حديث ،
و قد أعطى الله أحمد من قوة الحفظ ما يتعجب له .
كان بن حنبل قوى العزيمة ، صبورا ، ثابت الرأى ، قوى الحجة ، جريئا فى التحدث عن الخلفاء مما كان سببا فى محنته المشهورة و هى أنه فى عهد خلافة المأمون العباسي أثيرت فى سنة 212 هـ مسألة القول بخلق القرآن
و هى أن القرآن مخلوق و ليس كلام الله ، و كان الذي لا يعترف بهذه المسألة من العلماء و الفقهاء عقابه الحرمان من وظائف الدولة مع العقاب بالضرب و السجن
و كان بن حنبل على خلاف ما يقولون و لم يعترف بقولهم و لم يركن إلى ما قاله المأمون فكان نتيجة ذلك منعه من التدريس و عذب و سجن فى سنة 218 هـ على يد (إسحاق بن إبراهيم الخزاعى) نائب المأمون ،
و توفى المأمون ثم تولى الخلافة بعده أخوه المعتصم فسار على طريقة المأمون فى هذه المسألة فسجن أحمد و أمر بضربه بالسياط عدة مرات حتى كان يغمى عليه فى كل مرة من شدة الضرب ، و إستمر فى ضرب أحمد و تعذيبه نحو ثمانية و عشرين شهرا

و لما لم يغير أحمد رأيه و لم يرجع عن عقيدته و مذهبه أطلق سراحه و عاد إلى التدريس ثم توفى المعتصم سنة 227 هـ
و تولى بعده الواثق بالله فأعاد المحنة لأحمد و منعه من مخالطة الناس و منعه من التدريس أكثر من خمس سنوات حتى توفى الواثق سنة 232هـ
و تولى الخلافة بعده المتوكل فأبطل بدعة خلق القرآن سنة 232 هـ و كرم أحمد و بسط له يد العون
و ظل أحمد على منهاجه ثابتا على رأيه ،
و قد جمع تلاميذ أحمد من بعده مسائل كثيرة فى الفقه و الفتوى و دونوها و نقلوها بعضهم عن بعض فى مجاميع كبيرة

ولم يدون احمد مذهبه فى الفقه كما لم يمله على أحد من تلاميذه كراهة إشتغال الناس به عن الحديث ،
و هو بهذا على غير منهج أبى حنيفة الذى كان يدون عنه تلاميذه فى حضوره و مالك الذى كان يدون بنفسه و كذا الشافعى ،
فالجميع قد تركوا فقها مدونا بخلاف أحمد فلم يترك فقها مدونا إلا أن تلاميذه من بعده قاموا بتدوين ما سمعوه منه ،
تلاميذه :
و من هؤلاء محمد بن إسماعيل البخارى صاحب الصحيح ،
و مسلم بن الحجاج النيسابورى صاحب الصحيح ،
و أبو بكر أحمد بن محمد بن هانىء البغدادى المعروف بالأثرم و هو من أشهر من دون الفقه لأحمد فى كتاب (السنن فى الفقه) على مذهب أحمد و شواهده من الحديث
و من أشهرهم أيضا (أبو بكر أحمد بن الخلال) فى كتاب الجامع و ما دونه أبو بكر فى هذا الكتاب يعد نقلا عن تلاميذ أحمد
أما فى الحديث فلأحمد مسنده المعروف و المشهور.
أصول مذهبه :

و قد بنى الإمام أحمد مذهبه على أصول هى :
1. كتاب الله
2. ثم سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
3. ثم فتوى الصحابة
4. ثم القياس : و هو آخر المراتب عنده
5. الإجماع : و كان أحمد يعترف به إذا ما تحقق و لكنه كان يستبعد تحققه و وجوده
6. الإستصحاب
7. المصالح المرسلة
8. سد الذرائع.

مصطلحات المذهب الحنبلي:
كثرت الأقوال والروايات في مذهب أحمد كثرة عظيمة،
إما بسبب إطلاعه على الحديث بعد الإفتاء بالرأي،
أو بسبب اختلاف أصحابه على رأيين في المسألة،
أو لمراعاته الظروف والملابسات في الوقائع المستفتى فيها.
وقد اختلف الأصحاب في طرق الترجيح بين هذه الأقوال والروايات، بمعرفة التاريخ للوقوف على القول الأخير، أو بالأخذ بأقواهما دليلاً، فإن تعذر الترجيح كان في المذهب قولان، ويخير المقلد بينهما .
اشهر الكتب عند الحنابلة: المغني لابن قدامة 620هـ، وكذلك كشاف القناع و شرح منتهى الإرادات و هما لمنصور البُهُوتي، .

ليست هناك تعليقات: